حياة الجحيم في معتقلات الموت الإسرائ...
في أكثر معاقل الإجرام قهراً، على أشدّ بقاع الأرض ظُلماً، يقبع أكثر من 10,800 إنسان في مراك...
يكاد الكرمل يكون أجمل جبل في العالم، تبدو البلاد من قمته كعروس نائمة على شاطئ البحر، رأسها في حيفا، ينتثر منه شعرها المنساب، مزيناً بغابات الأرز، وأزهار اللوز، وعلى قمة الكرمل، تشعر أكثر ما يكون الشعور بفلسطينيتك، مزهوة بجمال البلاد..
لكن عروسنا الجميلة لا تزال محتلة، وعلى قمة الكرمل، أجمل بقاع الأرض، ينتصب سجن مقيت، يعاقبك بكل الوسائل على فلسطينيتك تلك.
كذبة نيسان
فجر الأول من أبريل 2025، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسيرة سماح الحجاوي (٢٦ عاماً) في مدينة قلقيلية، بأكثر من 70 جندياً ومجندة، في دهشة كبيرة، جعلت سماح وعائلتها يعتقدون أن الاعتقال لجارهم، وأنهم دخلوا بيتها خطأً، كانت سماح قد تحررت من السجن قبل أشهر قليلة، ضمن إحدى صفقات طوفان الأحرار، وحين أخبرها الجنود بضرورة الذهاب معهم، ادعوا أنهم يريدون البحث عن هاتف، كأداة ضغط لا أكثر، واصطحبوا معها والدها، لكنّ الساعات التالية كشفت الحقيقة الصادمة، وأبطلت "كذبة نيسان".
القهر المتكرر
الساعات المعدودة طالت، وأصبحت أربعة أيام في معسكر قلقيلية، وسماح لم تكن تستطيع استيعاب حقيقة اعتقالها للمرة الثالثة، وهي لم تكد تشعر بفرحة حريتها الحديثة، لكن الواقع المرير أجبرها على تقبل القهر الجديد، ومن ثَم نقلت إلى سجن الشارون لتقضي فيه يوماً وليلة، قبل أن تحتجز في سجن الدامون.
عذاب، وعقاب
خلف جدران الدامون، يجثم وجع ثقيل، ووضع السجن سيئ جداً، بل إنه "وصل إلى أسوأ مرحلة"، حسب تعبير الأسيرات، اللاتي أسررن ببعض من معاناتهم خفية إلى المحامين القلائل الذين ينتزعون زيارات متقطعة.
الحياة هناك مقسمة بين: القمع والعزل والرش بالغاز والشتائم المستمرة، وقلة النظافة، وسوء التغذية، تذكر سماح الحجاوي أن زميلتها كرمل الخواجا أصبح "وزنها 49 كيلو مع الكلبشات"، كما تتلقى سماح تهديدات متكررة بالعزل، بل ويكرر السجانون على مسامعها بكل وقاحة: "حماس حررتك في المرة السابقة، لكن هذه المرة لن تخرجي"! في تقرير صارخ لسياسة العقاب الذي تنتهجه دولة الاحتلال بحق أي فلسطيني يعدّ جزءاً من إنجازات المقاومة.
حرية بعيدة
خلف القضبان، كان لسماح شقيق في سجن آخر، غيبتهما العتمة في وقت واحد، لكن في وحشتها ووسط حزنها، تلقّت خبر الإفراج عن "عبود"، فبكت فرحاً وشوقاً، ورفرف قلبها أنه خرج سالماً وبصحة جيدة، ولا تكاد تصدق أنه حرّ.
ترسل سماح روحها لشقيقها، لتحتضنه وتحقق أمنيتها المنتظرة، وتهمس في أذنه "انتظرني، سآتي قريباً".
ابتسامات، دموع، وأماني
منذ اعتقالها لم تظهر سماح الحجاوي لحظة ضعف، ولم تبك في سجنها، حتى استقبلت نبأ تحرر أخيها، الذي أصابها بوابل الدموع بعد الجفاف، وصارت سريعة التأثر، كثيرة البكاء، رغم أنها كثيرة الابتسام، ولضحكتها صوت رنان يُحيِي جنبات الزنزانة.
وفي غمرة اليأس، لا تتخلى عن أملها بفرج قريب، تتزود بحنينها إلى ملامح ابن أختها، وتشتاق لعائلتها التي تحلم بها كل الوقت، وترسم أمنيتها الأثيرة: "بدي عبود يستقبلني".
حياة الجحيم في معتقلات الموت الإسرائيلية
27 أكتوبر 2025
الأسيرة ولاء حوتري تتقوّى بسيرة أخيها الشهيد
25 أكتوبر 2025
حفلات تعذيب لا تتوقف ،،، وسجّان مُجرم لا يُحاسب
21 أكتوبر 2025
احتجاز جثامين الشهداء : سياسة استعمارية ممنهجة وجر...
18 أكتوبر 2025
شهادات موجعة من صفقة "طوفان الأحرار" الثالثة: أجسا...
16 أكتوبر 2025
محمود عيسى: من العزل إلى الحرية: قصة عمر كامل في م...
16 أكتوبر 2025
في أكثر معاقل الإجرام قهراً، على أشدّ بقاع الأرض ظُلماً، يقبع أكثر من 10,800 إنسان في مراك...
ذكرت ولاء أنها وزميلاتها تعرضن لقمعة "لئيمة" بسبب خربشة على حائط إحدى الزنانين، وحاول السج...
حين ودّع رفاقه خلف القضبان، قال لهم إن الحرية لا تكتمل إلا بخروج الجميع. لم يغادره الإيمان...