تفاصيــل الخبـر

الأسيرة ولاء حوتري تتقوّى بسيرة أخيها الشهيد

لكل فتاة فخر بأخيها، وحب لسيرته، فما إن يشتد عوده حتى يصبح السند والظهر والكتف الذي لا يميل، ومصدر الزهو والفرح، لكن في فلسطين، يصبح الفخر بالأخ بعد غيابه، ويباهي به ذووه في رحيله شهيداً على يد الاحتلال، وفي كل ليلة ظلماء -كليالي السجن- يفتقد كل حزين بدره.

ظلام أيار

منتصف أيار/مايو 2025، قريباً من ذكرى النكبة، حلّت على ولاء حوتري نكبة أخرى، حين داهمت قوات الاحتلال منزلها واقتادتها إلى مستوطنة "أريئيل"، ثم نُقلت إلى العزل في سجن الشارون، حيث الوحدة والخوف، ثم أُرسلت إلى سجن الدامون، لتبدأ رحلتها من الألم الممتزج بالقوة، وتغيب ولاء ابنة السابعة والثلاثين عن أطفالها الأربعة، ومدينتها قلقيلية، في عتمة زنزانة لا تضيؤها سوى وجوه أطفالها المنيرة في ذاكرتها.

جبروت "الدامون"

تعيش الأسيرات في الدامون أياماً من العقوبات المتواصلة، في نظام قائم على القمع المتواصل، على أتفه الأسباب، وحتى بدون أسباب؛ ذكرت ولاء أنها وزميلاتها تعرضن لقمعة "لئيمة" بسبب خربشة على حائط إحدى الزنانين، وحاول السجانون إجبار الأسيرات على التصوير بجانب الجملة المكتوبة لإثبات التهمة عليهن، فانفجرت قوات السجن بالقمع بالغاز، تقليص الفورة، وإغلاق النوافذ، وتقليل كمية الطعام المقشفة أصلاً، وكل ذلك مصحوباً بتهديدات من مدير السجن، وهكذا تتوالى الأيام في ضغط دائم ووضع بالغ السوء.

القوة الموروثة

تعاني ولاء حوتري مع ما تعانيه زميلاتها في سجن احتلال بغيض، فهي مثلاً محرومة من العلاج رغم إصابتها بفقر الدم، الذي تفاقم بسبب الإهمال وسوء التغذية، حتى لم تعد تستطيع الصيام الذي اعتادت عليه بسبب الإعياء.

لكن رغم كل ذلك، لا تزال ولاء قوية، تستمد قوتها من جينات أخيها التي ورثتها، وتتباهى بكونها تشبهه، وتصدح دوماً بقولها: "أنا قويّة زيّ أخوي سعيد الشهيد"، وترافقها في ذلك أسيرات قويات كذاك، ينسجن الأمل ويرسمن تفاصيل لحظة الخروج.

رسائل شوق

في فرصة ثمينة لإيصال سلامها للأحباب، تُطمئن ولاء حوتري قلب والدها، وترسل له توصية بالاهتمام بصحته، متبوعة بسلام حار لأشقائها ولكل العائلة، وتخصّ أبناءها المحرومين من حضنها بأكبر الأشواق، وعشرات القبل نيابة عنها، وأرسلت محبة خالصة لزوجة أخيها، وطلبت من أمها رضاها ومسامحتها.

أرسلت ولاء رسالتها التي فاضت كلماتها بالشوق، والوجع، والكرامة، لكنها لم تنس أن تبقى قوية كما قالت عن نفسها، وواجهت حبسها.

أخبار مشابهة