الأسيرة سماح الحجاوي: ثقل الاعتقال ا...
خلف جدران الدامون، يجثم وجع ثقيل، ووضع السجن سيئ جداً، بل إنه "وصل إلى أسوأ مرحلة"، حسب ت...
في سجن الدامون، حيث تختلط رائحة العفن والرطوبة بطعم الحرمان، نصف عائلة، امرأتان كل منهما محور أسرتها الصغيرة، وهما معاً محور الأسرة الكبيرة التي يقضي نصف أفرادها أيامهم خلف القضبان.
الأسيرة إسلام حلبي ابنة الخامسة والثلاثين، تشارك والدتها دلال حلبي ذات الخامسة والخمسين، ظلام السجن، بينما يعيش أخوها وزوجها ظلام سجني مجدو ورامون.
الأُمّان
إسلام المهندسة، هي أم لثلاثة أطفال، تركتهم مع أختيها، دون أم أو أب، أو حتى جدة، أحمد وحلا وحور، أصبحوا زادها في الانتظار، والشوق لهم يتنامى كل يوم، وفي المقابل يتزايد قلق كبير على والدهم إيهاب، المغيب في رامون، ويتضاعف القلق بوجود الخال محمد كذلك خلف قضبان مجدو.
أما دلال، والدتها الرؤوم، التي توزع حنانها بين الأبناء والأحفاد، فقد اعتُقلت مطلع العام 2025، بعد اقتحام منزلها من قبل وحدتين عسكريتين، في إجراء وحشي تعرضت خلاله للتكبيل وعصب العينين والاعتداء اللفظي والجسدي، وليس ذلك فحسب، بل صادرت قوات الاحتلال من البيت مصاغها الذهبي وأموالاً كانت مخصصة لأقساط تعليم ولديها فواز وسعد، طالبي كلية الطب في جامعة الخليل.
وكعادة الاحتلال في تعنته، اجتمعت الأم وابنتها في السجن دون وجود تهمة أو أدلة ضدهما، وأصدر بحقهما أمر اعتقال إداري.
يوميات الجحيم
رغم أن الجحيم أخف وطأة على السيدتين، بوجودهما معاً، إلا أنه يظل في النهاية جحيماً، ودليل ذلك ابتسامة إسلام المريرة وسط الدموع، وهي تقول: "من لطف رب العالمين أني أكون مع ماما"
تعاني إسلام مع والدتها دلال الواقع القاسي للسجن: رطوبة تخنق الأنفاس، تهوية معدومة، صلافة متزايدة من السجان، وانعزال قاتل عن أخبار العالم، الاقتحامات المفاجئة المسماة ب"القمع"، وإجبار الأسيرات على الوقوف لساعات خلال "العدد"، وإغلاق الفتحة الصغيرة في باب الزنزانة، لتفتح فقط لإدخال الطعام، الحرمان من طقوس المناسبات، ومنع التواصل بين الغرف.
أما النظافة الشخصية فهي غائبة تماماً؛ فلا أدوات خاصة، ولا وسائل طهارة، ولا أمشاط للشعر، بعض الأسيرات لم يمشطن شعرهن منذ عشرة أشهر سوى بأصابعهن، كما لا تتوفر الفوط الصحية، ما يضطر الأسيرات لاستخدام المناشف أو قطع البطانيات.
وفوق كل ذلك، تتعرض الأسيرات لتعذيب وأذى نفسي، مثل الذي تعرضت له إسلام من خديعة، حين أوهمها المحققون أنها حال وقعت على "اعتراف" مكذوب، فسوف يسمح لها بإجراء مكالمة مع أطفالها.
عذاب الأمومة والحنين
تتنقل إسلام ودلال بين تفاصيل صغيرة تحمل في طياتها حنيناً كبيراً؛ إسلام تحفظ قصيدة أخيها سعد عن ظهر قلب، تحضيراً لحفل تخرجه من كلية الطب، كعكة عيد ميلاد احتفلت بها خلف القضبان، صور للأولاد في زي المدرسة في أول يوم دوام لهم، وسؤال برئ: "مين بدو يكوي لأبوي الدشداشة يوم الجمعة؟"،
أما دلال فتحمل همّ أسرتها خارج السجن؛ بناتها اللاتي حملن مسئولية والدهن وثلاثة أطفال لأختهن، وابنها محمد المغيب خلف القضبان، وزوجها المكلوم بلا سند، ويعزّ عليها أن تفوّت حفل تخرج ابنها سعد الطبيب.
وفي حيرة السجن، وظلم السجان، تظل الروح متمسكة بأملها، ومستندة على أحبابها، وفي انتظار الفرج المرتقب، تطلب إسلام لجميع الأسيرات في رسالة أمل، أن يعدّ الأهل لهن "دوالي" و"ملوخية" يوم تحررهن من السجن.
الأسيرة سماح الحجاوي: ثقل الاعتقال الثالث
27 أكتوبر 2025
حياة الجحيم في معتقلات الموت الإسرائيلية
27 أكتوبر 2025
الأسيرة ولاء حوتري تتقوّى بسيرة أخيها الشهيد
25 أكتوبر 2025
حفلات تعذيب لا تتوقف ،،، وسجّان مُجرم لا يُحاسب
21 أكتوبر 2025
احتجاز جثامين الشهداء : سياسة استعمارية ممنهجة وجر...
18 أكتوبر 2025
شهادات موجعة من صفقة "طوفان الأحرار" الثالثة: أجسا...
16 أكتوبر 2025
خلف جدران الدامون، يجثم وجع ثقيل، ووضع السجن سيئ جداً، بل إنه "وصل إلى أسوأ مرحلة"، حسب ت...
في أكثر معاقل الإجرام قهراً، على أشدّ بقاع الأرض ظُلماً، يقبع أكثر من 10,800 إنسان في مراك...
ذكرت ولاء أنها وزميلاتها تعرضن لقمعة "لئيمة" بسبب خربشة على حائط إحدى الزنانين، وحاول السج...